-A +A
محمد العبد الله (القطيف)
لا يشك أحد أن الماء سر الحياة، وهذا ما أسعد أهالي القديح بمحافظة القطيف في المنطقة الشرقية قبل سنوات، عقب إنشاء خزان القديح في جنوب البلدة. ومع ذلك، ومع مرور سنوات عديدة، بات ذلك الخزان هاجسا للمواطنين هناك، بعد أن بقي خارج الخدمة وعاطلا عن العمل وبعيدا عن عمليات الصيانة منذ 35 عاما تقريبا، وبات يمثل مشكلة حقيقية من خلال تزايد الحشرات والقوارض في موقعه؛ ما قد يجعله بؤرة للأمراض. وبالفعل، طالب مواطنون ببلدة القديح مصلحة المياه في المنطقة الشرقية بضرورة معالجة وضع الخزان، من أجل تحقيق الحد الأدنى من إمكانية الاستفادة منه، خصوصا أن استمرار وضعه الحالي يمثل إهدارا للمال العام، مشيرين إلى أن الخزان الواقع في الحي الجنوبي من البلدة، بقى خارج الخدمة منذ سنوات عديدة، مؤكدين أهمية إيجاد حلول سريعة لإغلاق هذا الملف المفتوح، مطالبين بإصلاح الخزان أو إزالته، على الرغم من المناشدات العديدة. إلا أن الاستجابة مع تلك المطالب بقيت أيضا خارج التغطية؛ ما يسهم في تكريس المشكلة، من خلال عدم وجود خطة للتعاطي الإيجابي مع وضع الخزان.
«عكاظ» جالت حول الخزان، وسألت عددا من المواطنين عن أوضاعه، حتى تتلمس حقيقة المشكلة هناك.


من وجهة نظر المواطن أحمد الخاطر، الذي يعيش قريبا من موقع الخزان، أن بقاء المنشأة على وضعها الحالي يمثل مشكلة قائمة، لافتا إلى أن مواطني البلدة يطالبون بالمحافظة على المال العام، فالوضع الحالي للخزان يمثل إهدارا كبيرا لأموال الدولة التي أنفقتها في سبيل توفير المياه لهم.
وأكد الخاطر أن الخزان استطاع تقديم خدمة كبرى للحي الجنوبي في السنوات الماضية، بيد أن عملية الاستغناء عنه بعد ربط المنازل بشبكة المياه الرئيسية، لا تعني تركه دون معالجة، داعيا مصلحة المياه للتحرك لإزالته من موقعه سواء بالاستفادة منه في مواقع أخرى بعد إجراء الصيانة اللازمة في حال وجود قطع غيار لازمة، أو التخلص منه بشكل نهائي، وبالتالي الاستجابة لمطالب الاهالي بضرورة معالجة وضع الخزان الذي خرج عن الخدمة منذ سنوات عديدة.


هجوم القوارض والحشرات
وفي موقع آخر من الحي اشتكى، عباس الخاطر من مشكلة مؤرقة أخرى، تتلخص في تزايد القوارض والحشرات في موقع خزان القديح، مشيرا إلى أن وجود بركة المياه الراكدة بجواز الخزان، يمثل بيئة مثالية لتكاثر الحشرات الضارة، وكذلك لتجمع القوارض على اختلافها، لا سيما أن عملية رش الموقع بالمبيدات الحشرية تكاد تكون معدومة. ولفت عباس الخاطر إلى أن الأمراض الناجمة عن تزايد الحشرات في الموقع ليس خافيا على الجميع، فالبعوض على سبيل المثال يتكاثر بصورة كبيرة في الموقع، الأمر الذي يهدد الصحة العامة وخصوصا بالنسبة للأطفال، داعيا في الوقت نفسه البلدية إلى محاولة رش الموقع بالمبيدات الحشرية بشكل مستمر، للحيلولة دون استمرار تواجد القوارض والحشرات، خصوصا أن عدم شمول الموقع بتلك المبيدات يمثل ثغرة صحية كبرى تتطلب سدها بأسرع وقت ممكن.
شكاوى أهل الجوار
ولم يخف سعيد الشاخوري معاناته كأحد السكان المجاورين لموقع الخزان، وأكد أن العديد من أصحاب المنازل القريبة من خزان القديح تقدموا بشكاوى لمديرية المياه في القطيف، بهدف التحرك لإيجاد حل سريع ينهي الملف المفتوح منذ سنوات، مشيرا إلى أن الإجابة على تلك الخطابات تمثلت في الوعود المعسولة بوجود خطة لدى المديرية بمعالجة الموضوع، وأن خزان القديح ضمن المشاريع المقترحة في الخطة المقبلة.
وأضاف الشاخوري بقوله: «إن الوعود الكثيرة لم تسفر عن نتائج ملموسة على الأرض؛ فالوضع ما يزال على حاله لم يتغير، وهو ما يعطي دلالة على عدم التجاوب مع تلك الخطابات العديدة من قبل الجهات المسؤولة في مديرية المياه بالمحافظة»، مطالبا بإيجاد حلول لمعاناة المواطن تجاه موقع لا يتطلب هذا الوقت الطويل جدا من المماطلة والتسويف.
غرق الشوارع المحيطة
وقدم المواطن محمد التركي شهادة، قال إنه مسؤول عنها بشأن غرق العديد من الشوارع المحيطة بموقع خزان القديح بشكل كامل، في كثير من الأحيان، خصوصا في العطل الأسبوعية. وقال التركي إن تلك الشوارع تعاني من تجمع كميات كبيرة من المياه المتدفقة بشكل مستمر، لافتا إلى أن المياه تغرق الشوارع بشكل كامل خلال العطل الأسبوعية، داعيا مصلحة المياه لمعالجة الوضع بشكل عاجل، من أجل القضاء على معاناة أصحاب المنازل، وكذلك كافة مستخدمي الطرق المحيطة بموقع الخزان.

اهتمام قبل 35 عاما
كما أثبت المواطن حسن عبدالخالق مدى الاهتمام الذي كان يحظى به موقع خزان القديح، وعمليات الصيانة الدورية المستمرة له، لكنه كشف أن ذلك الأمر كان يتم قبل 35 عاما.
لعلها مفاجأة مثيرة للانتباه، عندما يتوقف الاهتمام بمنشأة حيوية لنحو 35 عاما، حيث ذكر عبدالخالق أن فرق الصيانة والنظافة آنذاك، كانت تعمل بشكل جاد على معالجة أمور الخزان أولا بأول، الأمر الذي ساهم في الاستفادة من الموقع لسنوات عديدة. وأوضح عبدالخالق أن وجود حارس خاص في موقع الخزان، يمثل عنصرا أساسيا في القضاء على جميع الأعطال التي يتعرض لها الموقع، من جراء التواصل المستمر مع فرق الصيانة والاتصال بها عند كل طارئ، مشيرا إلى أن الأمور انقلبت رأسا على عقب خلال السنوات الأخيرة، عقب الاستغناء عن الحارس الخاص؛ ما شكل عنصر إزعاج لجميع المنازل القريبة من الموقع. وأكد أن بقاء الخزان على وضعه المزري الحالي يمثل معضلة حقيقية، فالموقع بحاجة إلى إدارة جادة من الجهات المختصة، حيث إن الحل لا يتطلب سوى إصلاحه أو إزالته؛ ما يسهم في إنهاء المشكلة والقضاء على المعاناة المستمرة منذ سنوات عديدة.

بؤرة مرضية
من جانبه، نوّه سعود حمزة إلى وجود مشاكل بيئية في موقع الخزان، مبديا خشتيه من بروز بؤرة مرضية تترك آثارها السلبية على جميع السكان، خصوصا القاطنين إلى جواره. وأوضح أن الموقع أصبح يمثل ملاذا آمنا للقوارض والبعوض، مضيفا أن المشكلة الأخرى تتمثل في استغلال البعض للموقع لبعض السلوكيات غير المنضبطة، حيث يكثر تواجد بعض الشباب في أوقات مختلفة، الأمر الذي يمثل إزعاجا كبيرا، متهما مصلحة المياه بالمسؤولية الكاملة وراء بروز مثل هذه المشاكل، متمنيا الاستفادة من الموقع بشكل مختلف، بحيث يعود بالفائدة على الجميع، سواء عبر استغلاله كحديقة أو بناء مدرسة أو غيرها من المواقع الترفيهية الأخرى.


مياه الشرقية:
لا تعليق


أرسلت «عكاظ» استفسارا مباشرا بشأن ما نقله أهالي القديح عن خزان المياه القديم، وحالته العاطلة عن العمل ومعاناتهم من أوضاعه بمختلف الجوانب، وذلك قبل عدة أيام. إلا أن الصحيفة لم تتلق أي رد أو توضيح، بشأن تلك الاستفسارات.

«المصلحة»
تهدر المياه
يحمل المواطن منصور مدن من سكان القديح وجهة نظر مختلفة تجاه مصلحة المياه في محافظة القطيف، حينما أوضح أنها تتحرك بأسرع ما لديها بمجرد وجود ملاحظات بشأن إهدار المياه أمام مسكن أي مواطن، فتصل ذلك المواطن مذكرة جاهزة بقيمة الغرامة جراء المخالفة. وقال مدن بشكل مباشر: عملية إهدار المياه هذه تنطبق على مصلحة المياه نفسها، جراء تجاهلها معالجة وضع خزان القديح، فالموقع يمثل بصورته الراهنة حالة لإهدار كميات كبيرة من المياه، حيث تذهب هذه المياه إلى جوف الأرض أو تتجمع على شكل مستنقعات دون الاستفادة منها. وأضاف: عملية إهدار المياه ليست مقتصرة على المواطن فقط، بل تشمل الجهاز المسؤول عن المحافظة على الثروة الوطنية في المياه، مشيرا إلى أن ذلك الأمر يمثل مخالفة صريحة لمصلحة المياه.